- رمز الأخبار: 1483633
فيما يلي نص كلمة الإمام الخميني بحضور العشائر العربية في كل من محافظتي خوزستان وفارس ـ المجالس الإسلامية لعشائر دشت آزادکان وسوسنكرد حول تآمر الأعداء لإثارة الإختلاف في صفوف الأمة الإسلامية ـ الإدعاء الكاذب لصدام في الدفاع عن الأمة العربية.
فيما يلي نص كلمة الإمام الخميني بحضور العشائر العربية في كل من محافظتي خوزستان وفارس ـ المجالس الإسلامية لعشائر دشت آزادکان وسوسنكرد حول تآمر الأعداء لإثارة الإختلاف في صفوف الأمة الإسلامية ـ الإدعاء الكاذب لصدام في الدفاع عن الأمة العربية و الذي القيت قبل ظهر يوم 5 دى 1359هـ.ش/ 18 صفر 1401هـ.ق و هي تعد كلمة هامة تبرز رؤية سماحة الامام حول الوحدة بين الفئات المختلفة.
بسم الله الرحمن الرحيم
أهلا بكم أيها الأحبة، أيها الإخوة الأعزاء الكرام الوافدون من مناطق الحرب. نسأل الله لكم التوفيق ونسأله أن يكف أيدي الظالمين عن بلادنا.
منذ سنوات طويلة والقوى الكبرى تخطط للسيطرة على البلدان الإسلامية لتضع يدها على ثرواتها وذخائرها المعدنية الغنية; ووضعت لهذا الغرض الكثير من الخطط التي كانت من جملتها إثارة النعرات القومية.
لقد جاء الإسلام ليوحد جميع الأمم في هذا العالم، العرب، الأتراك، الفرس... ليشكلوا باجتماعهم وتوحدهم أمة قوية عظمى بإسم الأمة الإسلامية، أمة قوية مرهوبة الجانب، تضع حداً لأطماع الدول الكبرى في السيطرة على الدول الإسلامية وعلى ثرواتها. فإن خطة القوى الكبرى وعملائها في البلدان الإسلامية، هي زرع الفرقة والشقاق بين جميع المسلمين الذين آخى بينهم الإسلام، وخاطبهم الله في كتابه العزيز بالإخوة «إنما المؤمنون إخوة»([1])، فإن هؤلاء يريدون ومن خلال تقسيم المسلمين، إلى أمم متعددة، الأمة العربية، الأمة الكردية، الأمة الفارسية، الأمة التركية..... أن يمزقوا الأمة الإسلامية ويزرعوا العداوة بين المسلمين. وهذا تماماً على عكس المسير الإسلامي والقرآني الذي يدعو إلى الأخوّة والمساواة ولمّ الشمل وتوحيد الصفوف تحت لواء الإسلام وتحت لواء التوحيد. إن الذين يزرعون التفرقة بين المسلمين تحت عناوين القومية والطائفية والعرقية، هم جندٌ للشيطان وأعوان للقوى الكبرى والمعادين للإسلام والقرآن.
الدفاع عن العرب وافتضاح أمر حزب البعث
الحمد لله أن نظام البعث الكافر في العراق، مدعي العروبة والدفاع عن العرب والأمة العربية، الحمد لله على فضحه نفسه بنفسه فما فعله بإخواننا العرب في خوزستان، وما إرتكبه من مجازر وفظائع بحقهم، فاق بكثير عن الذي فعله بغيرهم من إخوانهم العجم، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مدى زيف إدعاءاته وتغنيه بإسم العروبة والدفاع عنها، فلو كان هذا الرجل الفاسق والكافر([2]) صادقاً حقاً، فلماذا أعمل القتل فيهم، وبطش بهم، ولم تأخذه الرحمة بنسائهم وصغارهم أو حتى شيوخهم؟ ألم يكن هؤلاء عرباً؟ فأين ذهبت غيرته العربية وادعاءاته بأنه حارس الأمة العربية وحاميها؟ لكن حقيقة الأمر غير ذلك، والمسألة ليست مسألة العرب والعروبة وإنما مسألة العبودية للقوى الكبرى. وإلا لماذا يريد إنقاذ العرب وحمايتهم؟ أيريد إنقاذهم وتحريرهم من الإسلام؟! فمنذ سنوات طويلة وعرب إيران وغيرهم من القوميات في إيران، خاضعون لسلطة القوى الشيطانية الكبرى ويتجرعون الألم والعذاب والقهر من خلال حكومة بهلوي الفاسدة، وبعد أن انتفضت الأمة وثارت ـ عربها وعجمها وكردها... ـ وقضت على هذا النظام الفاسد وألقت بجلاوزته في نار جهنم، انضوت جميع الأمة بمختلف شرائحها وفئاتها تحت راية الإسلام والجمهورية الإسلامية والذي يعيش في ظل الإسلام والجمهورية الإسلامية وتحت راية لا إله إلاّ الله، كيف له أن يعاني أو يتعذب. لكن المنحرفين من عبيد الأجانب يريدون أن يزرعوا الفرقة بين الإخوان ويثيروا العداوة والخلاف بين أبناء هذا البلد المسلم، الذي يعيش في ظله العرب والعجم والفرس وغير الفرس جنباً إلى جنب، متآخين، متحابين ليشغلوا المسلمين بعضهم ببعض، فيخلوا لهم الجو لسرقة ونهب كل ما يملكونه، وليدوسوا الإسلام بأقدامهم.
لقد برهن حزب البعث العراقي الكريه على أنه ليس ناصراً لا للعراق ولا للعرب، وإنما هو مجرد عبد وعميل للقوى الكبرى، وهذا ما يفسر قمعه واضطهاده لشعبه في الداخل، وقتله وسجنه للكثير من العلماء الكبار، مع انهم عرب. فالشعب العراقي شعب عربي ومع هذا لم يسلم من البطش والقمع، فالمسألة إذاً ليست مسألة عرب وعجم، وإنما شيء آخر. إن العرب والعجم يريدون العيش تحت راية التوحيد وفي ظل دولة الإسلام ورسول الإسلام(ص) والجمهورية الإسلامية إنما تسعى لتطبيق ما أمر به القرآن، وما أمر به رسول الإسلام(ص)، في كل البلدان وفي مقدمتها إيران، تريد أن تفهم العالم بأسره أن بناء الإسلام قائم على أساس الأخوة والوحدة والمساواة، وأن جميع المسلمين يد واحدة على من سواهم. تريد أن تفهم جميع الشعوب أن الإسلام دين الوحدة، دين الأخوة، دين العدل والمساواة، ولا فرق فيه بين جميع أفراده إلا بالتقوى وإتباع أحكام الإسلام.
لقد أثبت حزب البعث في العراق وكذلك رأسه غير المسلم عفلق، أن القضية المطروحة ليست قضية العرب والعروبة والأمة العربية، وإنما القضية المطروحة هي قضية إرادة القوى الكبرى، وأن على جميع شعوبنا أن تبقى خاضعة لسلطتها وسيطرتها، وإنه لخيال طفولي حالم ما تصوره صدام من أنه سيستولي على إيران خلال إسبوع واحد. إنه لم يستطع في إسبوع أن يستولي على خوزستان، وهي جزءٌ من إيران. وما حصد إلا الذل والفضيحة والعار بين جميع المسلمين وجميع مستضعفي العالم، وهو الآن في حالة من الجنون والعصبية ويبحث عن تحقيق أي نصر حتى وإن كان نسبياً.
الإعراب عن المواساة مع المنكوبين من الشعب
لقد هبَّ إخواننا الغيارى في مختلف مناطق الجنوب والغرب، وخصوصاً خوزستان وضواحيها، للذود عن حياض وطنهم وديارهم ووقفوا وقفة شجاعة في وجه هذا الشخص المدعي للإسلام وما هو بمسلم، ومدعي العروبة والدفاع عنها وما هو بعربي. لقد هبّوا ووجّهوا له ضربات موجعة حطمت كبرياءه، وإن شاء الله عمّا قريب سيُردى في نار جهنم وبئس المصير.
إننا نشارك جميع أهلنا وإخواننا، في المناطق الجنوبية والغربية، آلامهم ومصائبهم في سوسنكرد، في الأهواز وفي مختلف نواحي خوزستان والمناطق الغربية، إننا نعلن عن تضامننا وتعاطفنا معكم جميعاً مع جميع الكردستانيين، مع جميع الأهوازيين والخوزستانيين، مع جميع أهالي سوسنكرد ودشت آزادكان، لا سيما السادة الذين تجشموا عناء القدوم إلى هنا من تلك المناطق، ونقول لكم: إن آلامكم هي آلامنا ومصائبكم هي مصائبنا ومصائب الإسلام بأسره، فأنتم أبناء الإسلام وما يصيبكم يصيب جميع المسلمين، وأي خيانة وجريمة يرتكبها صدام بحقكم إنما ترتكب بحق جميع البلدان الإسلامية. نأمل من الله أن تصحو الدول والشعوب المسلمة، من نومها، وتنهض عن وعي وإرادة لتضع حداً لهذه الأيدي العميلة التي تريد إخضاع جميع الدول الإسلامية لسيطرة القوى الكبرى. وإني أسأل الله تعالى النصر للإسلام والمسلمين والسلامة والسعادة لجميع الإخوة الحاضرين الوافدين من مختلف مناطق الجنوب والغرب، الإخوة الخوزستانيين، الإخوة الأهوازيين، الإخوة الكردستانيين والجميع، أتمنى لكم الخير والسعادة، وكونوا على يقين أن كل ما أصابكم من محن وآلام، وكل ما وقع لإخواننا من قتل ومجازر محفوظ عند الله ولن يضيع أبداً وأنتم بحمد الله منتصرون ومرفوعو الرأس.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
([1]) سورة الحجرات، الآية 10.
([2]) الرئيس العراقي السابق صدام حسين.
المصدر: موقع الامام الخمینی