- رمز الأخبار: 1462578
ينبغي لوسائل الإعلام القيام بدور المربي في المجتمع، بل هي وجدت في الأساس لإصلاح المجتمع. ولو فرضنا إنها لم توجد لذلك فهي بالنهاية وسيلة من وسائل التربية.
إن لوسائل الإعلام أهمية بالغة في نشر وترويج المفاهيم العقائدية والتحول الإيجابي لدى الشعوب. في الواقع يمكن لوسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة أن تكون ذا أثر في توجيه أفكار وأذهان الناس ويمكن لها أن تخطو خطىً كبيرة بصفتها عاملاً على طريق تحقق الاهداف والتطلعات الإسلامية.لذلك يتوجب على أصحاب وسائل الإعلام أن يتمتعوا بخواص ومعايير معينة ومن ناحية أخرى ينبغي أن يكون المضمون الذي يظهر في وسائل الإعلام سليماً وخالياً من أي سقم. لقد كان سماحة الإمام الخميني(قده) يرى أن لوسائل الإعلام رسالة مهمة وكان يعتقد أن لمسؤولي وسائل الإعلام تأثيراً كبيراً في تنمية ثقافة المجتمع.
دور وسائل الإعلام في تربية وبناء الإنسان
ينبغي لوسائل الإعلام القيام بدور المربي في المجتمع، بل هي وجدت في الأساس لإصلاح المجتمع. ولو فرضنا إنها لم توجد لذلك فهي بالنهاية وسيلة من وسائل التربية. حتى الصحيفة والمجلة يجب أن تكونا تربويتين لمن يقرأهما، والسينما يجب أن تكون مربياً لمن يدخلها وكذلك المسرح ويأتي دور الراديو والتلفزيون على نطاق أوسع. لذلك ينبغي استخدام هذه الأجهزة لتربية أفراد وطنيين مسلمين صالحين.
صحيفة الإمام، ج9، ص127.
ويقول سماحته:
إن إصلاح المطبوعات هو الطريق لنشر التقوى والعلم وتربية الناشئة بشكل صحيح، فمن خلال الصحف والإذاعة والتلفزيون يمكننا أن نجذب الشباب نحو التقوى والعلم والفضائل.
طيلة السنوات السابقة كانت الأجواء العامة تشجع الشباب على الفساد والمنكر، وكان يتم ذلك بناء على خطة مدروسة من قبل المشرفين على هذا الأمر ليتمكنوا من خلال ذلك من التحكم بمصير الشعب دون أن يواجهوا أية معارضة، وهكذا نشروا الفساد في كل مكان، وضيقوا الخناق على مراكز العلم والتقوى دون أن يعارضهم أحد. ووصل بهم الحد إلى سوق الشباب نحو المخدرات والهيرويين والمسكرات ومراكز اللهو والغناء. إن كل هذا لم يحدث عن طريق الصدفة بل كان مدروساً بدقة. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو ما الذي تغير ياترى وما الذي أدى إلى تغير هذا الوضع؟ ما الذي دفع بالشباب إلى ترك مراكز الفساد والإلتفاف حول الثورة؟ وكيف تخلص أفراد الشعب من التلوث الفكري الذي أشاعه الأوغاد وأنيرت عقولهم بنور الإسلام الحنيف؟ كيف تفضل الله تعالى على هذا الشعب وأنقذه من هذا المستنقع؟
صحيفة الإمام، ج13، ص124
تبلور حرية وتحرر الاسلام في وسائل الاعلام:
ان الاسلام دين الحرية والتحرر ومن البديهي ان تتمتع وسائل الاعلام الاسلامية بالحرية.
حينما تكون ثورة شعبنا ثورة اسلامية، فاحرصوا انتم ايضا على ان تكون وسائل اعلامكم مرآة تعكس حقائق هذه الثورة. لذا فان كل مساعيكم ينبغي ان تنصب على تنوير افكار الشعب من خلال ايضاح حقائق الاسلام وابعاد ثورة الشعب الايراني.
صحيفة الامام، ج6، ص39
وسائل الإعلام مرآة لتطلعات الشعب
بشكل عام ينبغي للصحافة والإذاعة والتلفزيون في كل بلد أن تواكب تسير مع مسيرة الشعب وأن تكون في خدمته. فعلى الصحافة أن تتعرف على توجهات الشعب وتطلعاته، فتقوم بالتوعية في هذا الاتجاه وإرشاد الناس.
إذا كانت هناك مطبوعات تخالف في مسيرها مسير الشعب، وكان طريقها غير طريق الشعب، هذا على فرض ان الحكومة تسمح بذلك، فإنها لا يمكن ان تحظى بتأييد الشعب، ولا ينبغي اعتبارها وسيلة اعلام وطنية، وصحيفة وطنية وإذا كانت- لا سمح الله- تنشر المقالات المنحرفة، ولا تكتب ما يتوافق مع مسيرة الشعب، فإن ذلك يشير إلى وجود مؤامرة في البين.
صحيفة الإمام، ج7، ص 380
حرية القلم والتعبير كما يراها الامام الخميني(قده)
إن للحرية في الاسلام حدوداً وإطارات معينة، هذا وعلى الرغم من أن الإسلام يدافع عن الحريات المشروعة والمنطقية التي تخدم البشرية وأن لكل شخص الحرية في اختيار عقيدته وإبداء رأيه بكل حرية إلا أنه لا يسمح مطلقاً بحياكة المؤامرات ولا يقبل الحرية التي تحارب اعتقادات الشعوب. نقرأ سوياًَ حدود هذه الحرية في خطاب الإمام الخميني أمام جمع من عمال إحدى الصحف الايرانية المحلية والذي يعد ميثاقاً لحرية وسائل الإعلام والصحافة:
"إن الصحافة مؤسسة محترمة ولها تأثيرها الكبير، ولكن في الوقت نفسه يجب أن يكرس عملها لخدمة الأمة بما ينسجم للضوابط الإعلامية. حرية الرأي وحرية التعبير لاتعني أن الانسان حرٌّ في كتابة ما يضر بمصلحة البلد أو يتعارض وأهداف الثورة التي ضحى الناس بدمائهم من أجلها، إن مثل هذه الحرية غير صحيحة. صاحب القلم حرّ في التعبير عن رأيه وليس التآمر على الثورة. صاحب الرأي حرّ في التعبير عن أفكاره، حتى الأفكار التي يقدمها له الآخرون، ولكن بعيداً عن التآمر. إننا عندما نشاهد إحدى الصحف تنشر أفكاراً ومقالات لأشخاص هم عملاء للأجانب ويريدون جرّ بلدنا إلى الدمار ثانية، وفي الوقت ذاته تقوم بتحريف المقولات والمفاهيم المتعلقة بقضايا الثورة، والمرتبطة بقضايا الإسلام، وعدم نشرها فإننا لا نستطيع احترام مثل هذه الصحف. إننا نحترم الصحافة التي تدرك ماذا تعني حرية التعبير وحرية الرأي، يقال إن الناس أحرار، فهل تعين الحرية بأن يضرب الإنسان رأس الآخر فيحطمه؟! هل تعني الحرية مخالفة القانون؟ هل تعني الحرية العمل في اتجاه معارض لمسير الشعب؟ هل تعني الحرية التآمر ضد الشعب؟ هذه ليست حرية. الناس أحرار ضمن حدود القانون، ضمن إطار الأعمال العقلائية. ونحن نرى أن بعض الصحف- لا أريد الآن ذكر أسماء- تسيء استغلال الحرية، تعمل على سلب الحرية من الناس باسم الحرية. الناس يريدون أن يكونوا أحراراً بعد الآلام التي تحملوها على مدى سنين طويلة، وبعد الدماء التي قدموها خلال السنتين الأخيرتين. غير أن بعض الصحف تريد سلبهم الحرية، وتعمل بما يتعارض مع توجهات الشعب باسم (حرية التعبير) إن بعض الصحف تعمل على فتح الطريق أمام الذين يريدون إيجاد الرعب والإرهاب بين الشعب، يريدون النهب. وهذا الأمر ليس بالحرية وإنما هو خيانة. إن الذي يمنح للشعب الحرية وليست الخيانة. حرية التعبير، لا الخيانة. حرية التعبير وإبداء الرأي، لا الرأي الخائن.
الصحافة محل انعكاس آمال الأمة
يجب أن تكون الصحافة في خدمة البلد، لا معادية للثورة والبلد. إن الصحافة المعادية للثورة والبلد خائنة. من مسؤولية الصحافة أن تعكس آمال وطموحات الشعب، تعكس القضايا التي يتطلع اليها الشعب. طبعاً هي حرة في نشر آراء الآخرين أيضاً، ولكنها ليست حرة في التآمر. إننا نشعر بالتآمر في بعض الصحف، وذلك لأننا نراها تنشر القضايا المعادية للثورة باسهاب وتفصيل، أما القضايا المؤيدة للثورة فإما تتجاهلها تماماً أو تتعرض لها بالإشارة. إن مثل هذه الصحف يرفضها الشعب، والناس لا يشترون مثل هذه الصحيفة. فالناس أحرار بعدم شراء صحيفة كهذه، وعندما لا تباع الصحيفة تضطر الى التوقف، وقد حصل ذلك بالفعل.
احرصوا من الآن فصاعداً على الالتفات الى هذا الأمر وهو السير مع مسير الشعب، وسيروا كما يسير الشعب والانسجام مع تطلعاته، ولا تسيروا بخلاف طموحاته باسم حرية الصحافة. إن بعض الذين يعملون في هيئة التحرير وتعلمون أنهم لن يصلحوا، هم عملاء للآخرين، ويريدون لأيدي الأجانب أن تمتد ثانية إلى بلدنا، عليكم أن تنحوهم جانباً، وتأتوا بآخرين، فالصحفيون كثيرون.
وسائل الإعلام مربية للأمة على كل حال، إن وسائل الإعلام مربية للشعب، عليها تربية أبناء الشعب، عليها أن تكون في خدمة الأمة، الصحيفة من الأمة ومن أجل الأمة، وإذا أرادت صحيفة ما أن تسير بخلاف مسيرة الشعب فإن الشعب بنفسه سوف يعارضها. وليس من الضروري أن تكون معارضته بالهجوم والضرب والتحطيم، لا، إنه لا يقوم بهذا العمل ولكن الصحيفة هي من أجل القارىء، وعندما لا يكون هناك قارىء فليس هناك من صحيفة. المذياع هو من أجل أن يصغي إليه الناس، وعندما يغلق الناس المذياع ولا يصغون إليه فليس هناك مذياع. وعلى كل حال فإن هذه الوسائل لا بد أن تكون في خدمة الشعب، لا معارضة لمسيرته. وكل من يريد الكتابة ضد مسيرة الأمة سيسيء إلى اسم الصحيفة فيقال هذه الصحيفة ليست وطنية، هذه الصحيفة تعمل للأجانب وهذا طبعاً يتعارض مع مصلحة الصحيفة ومخالف للعمل الصحفي. يجب على الصحفي أن يحترم نفسه، وحفظ الاحترام بأن ينسجم مع مسيرة الأمة، وأن يكون خادماً للأمة. وأما إذا سار بخلاف مسيرة الأمة وبخلاف إرادة الأمة فلن يبقى له احترام عندها. هذه نصيحتي لكم. وطبعاً فإنني أشكركم على عملكم الذي قمتم به في السابق حيث قمتم جميعاً بالإضراب، وبالإضراب أنجزتم ما عليكم. وفقكم الله تعالى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صحيفة الإمام، ج7، ص: 239
المصدر: موقع الامام الخمینی