احتشد ظهر يوم الثلاثاء في مشهد مهيب الطلاب والطلبة الأجانب المقيمين في إيران وعدد من المسؤولين في البلاد من ضمنهم سماحة حجة الإسلام السيد حسن الخميني وحجّة الإسلام رضا رمضاني أمين عام المجمع العالمي لأهل البيت(ع)، في مرقد الإمام الخميني(رض)، وذلك بمناسبة ذكرى أربعينية الشهيد السيد حسن نصر الله.

احتشد ظهر يوم الثلاثاء في مشهد مهيب الطلاب والطلبة الأجانب المقيمين في إيران وعدد من المسؤولين في البلاد من ضمنهم سماحة حجة الإسلام السيد حسن الخميني وحجّة الإسلام رضا رمضاني أمين عام المجمع العالمي لأهل البيت(ع)، في مرقد الإمام الخميني(رض)، وذلك بمناسبة ذكرى أربعينية الشهيد السيد حسن نصر الله.
ورغم القلوب المكلومة بفقدان الشهيد سماحة السيد حسن نصرالله ورفاق دربه الشهداء من بينهم الشهيد السيد هاشم صفي الدين والشهيد اللواء عباس نيلفروشان، إلا أن مشاعر الحماس والنصر والعنفوان كانت تخيم على الحضور.
وأقيمت المراسم تحت شعار "بداية النصر الإلهي"، في إشارة إلى أن استشهاد السيد نصر الله شكّل نقطة تحول في مسار المقاومة المتنامي، وبأن هذه الشهادة المباركة ستغدو إنطلاقة لمرحلة جديدة من النصر الإلهي، وهو ما أكده الطلاب الأجانب المشاركين في المراسم.
وشارك في المراسم أيضاً كل من رئيس مجلس الأمناء في تجمع العلماء المسلمين في لبنان الشيخ غازي حنينة، وممثل حزب الله في طهران السيد عبدالله صفي الدين،ممثل حركة حماس في طهران الاستاذ خالد القدومي والعضو البارز في حركة أمل الإسلامية البحرينية راشد الراشد، والمسؤول في حركة أمل الإسلامية البحرينية الشيخ عبدالله صالح، بالإضافة إلى جمع غفير من الطلاب الأجانب.

*صاحب انتفاضة فردية واجتماعية
وأشار حجة الإسلام رمضاني إلى صفات السيد الشهيد حسن نصر الله، وقال: كان مؤمناً حقاً،كان لديه إيمان فكري وطبيعي وحدسي. وأضاف: كان صاحب انتفاضة فردية، ثم انتفاضة اجتماعية، وهي تحقيق العدالة. وتابع: السمة الثانية للسيد حسن نصر الله هي تمسكه العميق والدقيق والشامل بالعقيدة، وكانت المقاومة تشغل كل أفكاره، لقد كشف لنا الإمام الخميني(رض) ماهية الأعداء، لقد علمنا أن نأخذ الغطرسة والطغيان على محمل الجد، ومن الخطأ تقديم تنازلات، الأعداء لا يفهمون التسوية، يجب أن تتحدث معهم بلغة المقاومة.

*هُزم المستكبرون عبر التاريخ
وأوضح: نظرية المقاومة من منظور القرآن الكريم والعترة الشريفة هي التعامل مع الاستبداد والقمع والخداع والغطرسة، لقد رأينا عبر التاريخ أن النظام الإستكباري والمستكبرين واجهوا جبهة الحق، لقد هُزم المستكبرون الذين وقفوا ضد أنبياء الله عبر التاريخ، كان النظام الليبرالي نظاماً حاول الحد من الدين، وحاول نظام الشيوعية القضاء على الدين، لقد حاولوا طوال تاريخ الإسلام تشويه الدين ومحوه بطرق أخرى.
من جانبه، أكد ممثل حزب الله في طهران السيد عبدالله صفي الدين على أهمية إحياء ذكرى الشهداء لاسيما الشهيد السيد حسن الله، مُشدداً على ضرورة السير على درب الشهداء والاقتداء بمسيرة الشهيد نصرالله التي واصلها حتى نال الشهادة في سبيل تحرير القدس الشريف.

*تحریر القدس والمقدسات الإسلامیة
من جهته، أکد ممثل حماس في طهران، خالد القدومي، علی تحریر القدس والمقدسات الإسلامیة. وأضاف: من أجل تحرير فلسطين والقدس، الحل هو قتال العدو حتى النصر، ولا يوجد حل آخر. وتابع: عندما ندافع عن القدس فهذا يعني أننا ندافع عن الأمة الإسلامية جمعاء؛ مشدداً على أن العدو الصهيوني عاجز عن نزع سلاح المقاومة. وفي إشارة إلى منطقة السبعة آلاف كيلومتر التي يحتلها الكيان الصهيوني، أكد قدومي: سنستعيد هذه المنطقة من العدو الصهيوني، وسنقاتل من أجل النصر.

*إرتحل حسن وبقي معنا نصرالله
إلى ذلك، قال الشيخ غازي حنينة رئيس مجلس الأمناء في تجمع العلماء المسلمين في لبنان، على هامش المراسم: السيد نصرالله هو نتاج لفكر الإمام الخميني مفجر الثورة الاسلامية، وباعث نهضة الاسلام في العصر الحديث، الإمام الخميني(رض) هو الذي جدد للإسلام رسالته، ونلاحظ أن كل المواقف التي اتخذها الإمام الخميني(رض) بثبات وعزيمة وإيماناً مطلقاً بعد توكل على الله سبحانه وتعالى تجلّت في شخصية الشهيد السيد حسن نصر الله(رض)، هذه الشخصية الثابتة الراسخة التي لا تهزها الأحداث مهما كانت شديدة وقاسية. وأضاف: لقد تعلمنا من السيد الشهيد نصرالله الصبر وتعلمنا منه العزيمة وتعلمنا منه الإرادة والثبات، وعلمنا منه الصراحة والوضوح. وتابع: لقد زرع الشهيد السيد نصرالله هذه المفاهيم في قلوب وعقول أحرار العالم.
واختتم الشيخ حنينة قائلاً: إرتحل حسن وبقي معنا نصرالله.

*خير مَن أدّى الدور العظيم
وعلى هامش المراسم، أجرينا حواراً مع الدكتور "راشد الراشد" المسؤول البارز في جمعية أمل البحرينية، تحدث خلاله عن الدور الهام والمحوري الذي لعبة الشهيد نصرالله باعتباره أحد رواد مدرسة الإمام الخميني(رض)، قائلاً: عندما دعا الإمام الخميني(رض) الشهيد نصرالله والشهيد صفي الدين ورفاق دربهما للتوجه إلى لبنان وتشكيل المقاومة بوجه العدو الصهيوني، والذي تمخّض عنه تشكيل حزب الله لمجابهة الاحتلال في لبنان وتحرير المقدسات، وإنطلق هذان الشهيدان بهذا المسار المبارك الى أن نالا الشهادة العظيمة.
وأضاف: لقد قام الشهيد السيد حسن نصرالله بتنفيذ وصية الإمام الخميني، وكان خير مَن أدى هذا الدور العظيم، وترجم هذه الوصية بأفضل شكل عندما تمكن من تحويل فكرة تحرير القدس إلى مشروع ميداني شهدناه نحن والعالم بأسره على أرض الواقع. وتابع: نعيد للأذهان ما قاله السيد الشهيد نصرالله عندما سقط أول شهيد للمقاومة اللبنانية خلال العدوان الأخير على غزة: شهداء على طريق القدس، ليكون عنواناً لمشروع الإمام الخميني(رض) المتمثل بتحرير القدس الشريف.

 

الطقس
مسؤولية ماينشر على عاتق الكاتب

تقع مسؤولية الكتاب على عاتق كتابهم ولا يعني نشره الموافقة على هذه التعليقات.